کد مطلب:90765 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:107

کتاب له علیه السلام (35)-إِلی المنذر بن الجارود العبدی















و قد كان استعمله علی بعض النواحی فخان الأمانة فی بعض ما ولاّه من أعماله

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلَی الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ الْعَبْدی[1].

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ صَلاَحَ أَبیكَ مَا[2] غَرَّنی مِنْكَ، وَ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْیَهُ، وَ تَسْلُكُ سَبیلَهُ، فَإِذَا أَنْتَ، فیمَا رُقِّیَ إِلَیَّ عَنْكَ، لاَ تَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِیَاداً، وَ لاَ تُبْقی لآخِرَتِكَ عَتَاداً.

تَعْمُرُ دُنْیَاكَ بِخَرَابِ آخِرَتِكَ، وَ تَصِلُ عَشیرَتَكَ بِقَطیعَةِ دینِكَ، وَ لاَ تَسْمَعُ قَوْلَ النَّاصِحِ وَ إِنْ أَخْلَصَ النُّصْحَ لَكَ.

بَلَغَنی أَنَّكَ تَدَعُ عَمَلَكَ كَثیراً، وَ تَخْرُجُ لاَهِیاً مُتَنَزِّهاً، تَطْلُبُ الصَّیْدَ، وَ تُلاَعِبُ الْكِلاَبَ، وَ أَنَّكَ قَدْ بَسَطْتَ یَدَكَ فی مَالِ اللَّهِ لِمَنْ أَتَاكَ مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ كَأَنَّهُ تُرَاثُكَ عَنْ أَبیكَ وَ أُمِّكَ.

وَ إِنّی أُقْسِمُ بِاللَّهِ[3] لَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنی عَنْكَ حَقّاً، لَجَمَلُ أَهْلِكَ وَ شِسْعُ نَعْلِكَ خَیْرٌ مِنْكَ.

وَ مَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَیْسَ بِأَهْلٍ أَنْ یُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ، أَوْ یُنَفَّذَ بِهِ أَمْرٌ، أَوْ یُعْلی لَهُ قَدْرٌ، أَوْ یُشْرَكَ فی أَمَانَةٍ، أَوْ یُؤْمَنَ عَلی جِبَایَةٍ[4].

فَأَقْبِلْ إِلَیَّ حینَ یَصِلُكَ كِتَابی هذَا[5]، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی. وَ السَّلاَمُ[6].

[صفحه 816]


صفحه 816.








    1. ورد فی
    2. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 5 ص 23.
    3. ورد فی المصدر السابق. و تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 203. و أنساب الأشراف للبلاذری ج 2 ص 163. باختلاف بین المصادر.
    4. خیانة. ورد فی نسخة العام 400 ص 427. و نسخة ابن المؤدب ص 303. و نسخة الآملی ص 309. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 367. و نسخة الأسترابادی ص 510. و نسخة عبده ص 647.
    5. حین تنظر فی كتابی. ورد فی تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 203.
    6. ورد فی المصدر السابق ص 201. و نهج السعادة للمحمودی ج 5 ص 23.